8 من أشهر المعماريين العرب ممن غيروا شكل العمارة حول العالم
8 من أشهر المعماريين العرب ممن غيروا شكل العمارة حول العالم
تزخر البلاد العربية بالعديد من المواهب في كافة المجالات سواء العملية أو الأكاديمية. فشهدت منطقتنا العربية ولادة أشهر المعماريين العرب الذين تركوا بصمة لا تُنسى في مجال الهندسة المعمارية. فتراثنا المعماري مليء بالمباني التاريخية الرائعة، والتي بقيت راسخة أمام تطور الهندسة المعمارية والثورات الفنية التي شهدها التاريخ.
سأوجز في ذلك المقال مقدمة قصيرة عن بعض أشهر المعماريين العرب، وأشهر أعمالهم التي حفظها التاريخ.
حسن فتحي
وُلد حسن فتحى فى 23 مارس من عام 1900، بمحافظة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية, وتوفى 30 نوفمبر 1989.
عمل حسن فتحي كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة، فى مشروعات التنمية بالمملكة العربية السعودية. وعمل كخبير بمعهد أدلاي ستيفنسون بجامعة شيكاغو بين عامي 1975 و1977.
يقول كتاب “فقراء العمارة” لمؤلفه هشام جريشة: “لقد حول حسن فتحى من كانوا يعملون بالسرقة (أي: سرقة الآثار ) لمدة خمسين عامًا، إلى حرفيين يكسبون قوت أولادهم مما تصنعه أيديهم، وتلك مهمة تنوء بها الحكومات”.
قالت شركة جوجل العالمية وهى تحتفل بذكراه إن حسن فتحى: “كان مهتمًا ببناء المجتمعات أكثر من تشييد المبانى، وأنه كان رائدًا في تقديم نماذج لمباني تحترم تقاليد الأماكن، وتراعى جميع مناحى الحياة”.
ومما يذكر عن حسن فتحى ما قاله: “إن هناك 800 مليون نسمة من فقراء العالم الثالث محكوم عليهم بالموت المبكر بسبب سوء السكن، وهؤلاء هم زبائني. وأنا أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس؛ فإن الله لن يغفر لى مطلقًا أن أرفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمًدا، وإن الحداثة لا تعني بالضرورة الحيوية، والتغير لا يكون دائمًا إلى الأفضل”.
زها حديد
ولدت زها في بغداد بالعراق عام 1950، وتوفيت عام 2015. وتعد أحد أهم المهندسات المعماريات في العالم أجمع، ذلك كونها أول امرأة تحصل على جائزة “برتكيز” المعمارية عام 2004، وهي تعادل جائزة نوبل في الهندسة.
تخرجت عام 1977 من انجلترا من الجمعية المعمارية بالعاصمة لندن. ونظرًا لتفوقها الملحوظ وحصولها على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف خلال فترة الدراسة، قامت الجامعة بتعيينها معيدة عام 1987. وبدأت تنتقل من جامعة إلى الأخرى ما بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
حاولت زها حديد تقديم العديد من المشاريع لدولتها العراق، حيث قامت بإرسال العديد من المشاريع التنموية التي تخص مجالها المعماري، ولكن لم يلقَ قبولًا لمجلس النواب حينها، حسب ما أعلنته لإحدى القنوات الفضائية. بينما نفذت ما يقرب من 950 تصميمًا هندسيًا معماريًا لعدد 44 دولة على مستوى العالم.
وُصفت زها حديد بملكة المنحنيات المعمارية وقيل إنها حررت الهندسة المعمارية من قيودها وأعطتها شخصية جديدة. تتضمن أعمالها: المركز المائي الذي تم بناؤه من أجل أولمبياد لندن عام 2012، ومتحف جامعة ميتشيغن في الولايات المتحدة الأمريكية، ودار أوبرا جوانزو في الصين.
تم تنفيذ بعض أعمالها بعد وفاتها مثل: تمثال جوائز بريت عام 2017. وبعضها ما زال تحت الإنشاء، مثل: ستاد الكرة في قطر والذي يتم إنشاؤه من أجل كأس العالم عام 2022.
إخترنا لك من أفضل الدبلومات والدورات
دبلوم التصميم الداخلي والديكور و الإظهار المعماري الشامل
برنارد خوري
ولد برنارد خوري في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1968. وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الهندسة المعمارية. وحصل على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة هارفارد. وبسبب عمل أسرته في مجال تصميم وصناعة الأثاث، حاز “خوري” على دعم أسرته. وتحسس أولى خطواته نحو مجال التصميمات من خلالهم.
ترأس خوري فريق المهندسين المعماريين في مشروع “نادي E018 للموسيقى” عام 1998 في بيروت، وبعد الانتهاء من البناء لفت خوري أنظار المهتمين والنقاد. وأطلقت وسائل الإعلام عليه لقب “الفتى الشرير” للهندسة المعمارية في الشرق الأوسط؛ نظرًا لتدخلاته وآراءه القوية التي جعلته ذو أسلوب مميز وفريد. ويُعد خوري من مؤسسي المركز العربي للعمارة.
أسلوبه التجريبي والمعاصر يتجسد في تصميم الإنشاءات التي قام بتصميمها في كل أنحاء العالم مثل Tumo Park في أرمينيا و Santa Cesarea في إيطاليا. وقام بتأسيس عدة مشاريع في المنطقة العربية مثل: حدائق المنامة المُعلقة، ومنتجع عجمان في الإمارات العربية المتحدة. كما صمم العديد من المباني في لبنان مثل فندق جراند بيروت.
راسم بدران
ولد راسم بدران بمدينة القدس بفلسطين عام 1945، وهاجر بعد النكبة رفقة والده جمال بدران إلى دمشق، ويعود الفضل لتعلم راسم الهندسة المعمارية إلى والده. وبعد سفره إلى دمشق ارتحل مرة أخرى رفقة أسرته إلى ليبيا حيث عمل والده مع منظمة اليونسكو. سافر “راسم” إلى ألمانيا حيث درس العلوم الهندسية، ونتيجة تفوقه اُسند إليه تصميم بعض المرافق الخاصة بالاستاد الأوليمبي الألماني.
يتميز أسلوب راسم بدمج التراث التاريخي مع التطور العصري للهندسة. ولذلك يُعد أحد أهم رموز العمارة الإسلامية في الوطن العربي ومن أهم أعماله قصر العدل في الرياض والجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور.
باسل البياتي
ولد باسل البياتي عام 1946 بالعراق. وعاش معظم حياته في أوروبا وبالأخص في لندن. ووصفه نيل بينجهام في كتابه “مائة عام من التصميم المعماري” بأنه معماري يلتقي فيه الشرق بالغرب. ويُعتبر باسل من رواد التصميم المعماري المجازي، الذي يعتمد على الاستعارة والمجاز في التصميم.
كما اخترع باسل البياتي آلية جديدة في الهندسة المعمارية وقام باستعمال هذه الآلية في أغلب أعماله. وخلال خمسين عاماً عمل فيهم باسل في التصميم والهندسة المعمارية قام أيضًا بتصميم أعمال فنية وأثاث باستعمال مواد جديدة مثل المعادن والسيراميك والأحجار، واستعمل تقنيات مبتكرة في تنفيذ تلك التصميمات.
ولعل من أشهر أعماله مسجد إدنبرة باسكتلندا، الذي يتسع لأكثر من ألف مُصلي.
إخترنا لك من أفضل الدبلومات والدورات
دورة احتراف الماكس المعماري 202x
عمار خماش
هو رسام تشكيلي أردني/فلسطيني، والذي يعتبر مهندسًا معماريًا مرموق السمعة على المستوى العالميّ. وهو الرجل الذي يقف وراء بعض التصميمات الرفيعة في المنطقة العربية وبلاد الشام، من بينها تصميمه جائزة لمسجد الناصرة وهو عمل أحدث صخبًا وجدلاً لقربه من كنيسة البشارة. وربما يكون أشهر مشاريعه هو إعادة إحياء “بيلا – وادي الأردن”، والذي شيد من خلاله بيتي استراحة، أحدهما في بيلا والآخر في أم قيس.
يعمل خماش بفروع أخرى من المعرفة والفنون: فهو بارز في الرسم، وعلم الحفريات (الأركيولوجيا)، والتصوير الفوتوغرافيّ، وتصميم المجوهرات. علاوة على أنه ناشط متحمس في مجال الحفاظ على البيئة.
سعاد العامري
كاتبة فلسطينية من يافا، ولدت عام 1951 لأب فلسطيني، وتخرجت من الجامعة الأمريكية ببيروت بعد أن درست الهندسة المعمارية.
ساهمت العامري بالحفاظ على الموروث المعماري الفلسطيني عبر المشاركة في تأسيس “رواق”، وهي مؤسسة غير حكومية معنية بإعادة إحياء المراكز التاريخية في الريف الفلسطيني. وصدر باسمها عدد من الكتب المعمارية، ومؤلفات روائية نذكر منها شارون وحماتي عام 2004، مراد مراد عام 2009، جولدا نامت هنا عام 2014، وكتابها الأخير دمشقي عام 2019.
رفعت الجادرجي
كاتب عراقي من أعمدة فن الهندسة المعمارية، والذي لا تزال أعماله شاخصة في الذاكرة. وُلد عام 1926 في بغداد من أسرة عراقية عُرفت بتاريخها العريق.
ويُعد الجادرجي أول من فكر بمعالجة الشكل الخارجي لواجهات المباني، وإيجاد كاسرات الشمس بطريقة إبداعية محمولة على ممر خارجي يحيط بالمبني، ذلك لتوفير الظل وتقليل الحرارة بالدرجة الأولى وتكسير شدة الضوء وتخفيف حدتها وانتقالها إلى الداخل. واستمد فلسفته في العمارة من نظرية الجاذبية لنيوتن، بالإضافة إلى البيئة العلمية والانثروبولوجية التي نشأ فيها.
ولا يخفى على أحد عبقرية رفعت الجادرجي في المعمار وإنجازاته الشامخة في أماكن متعددة في العراق، وخاصة تلك التي تحمل رمزية وخصوصية لدى العراقيين بمختلف طبقاتهم ومستواهم الاجتماعي. ونذكر منها:
– قاعدة نصب الحرية (1958)
– بناية البريد المركزي في السنك (1970)
– مبنى اتحاد الصناعات الوطنية (1966)
وختامًا، لا زال العرب يساهمون بطاقاتهم الإبداعية والفكرية في مضمار العلم بمختلف مجالاته. ولعل ما تم ذكرهم سابقًا في الهندسة المعمارية هم خير دليل، فأعمالهم الخالدة ما زالت تروي قصصهم وتنضح بأفكارهم العظيمة لكافة العالم.
سجل بياناتك ليصلك كل جديد ومفيد
سجل بياناتك الأن
كن دائما اول المستفيدين بكل جديد ومفيد
الردود