4 اعتبارات يجب مراعاتها في التصميم الداخلي للمستشفيات
4 اعتبارات يجب مراعاتها في التصميم الداخلي للمستشفيات
تعدُّ بيئة الرعاية الصحية في كثير من الأحيان بيئة مرهقة للمرضى والزوار والموظفين. لذلك فإن تحدي التصميم الداخلي للمستشفيات لا يكمن في الجمع بين الوظيفة والراحة والجمال فحسب، بل في القيام بذلك بطريقة تدعم الرفاهية وتقلل من القلق وتتيح العلاج الفعال للمرضى لتحسين النتائج الإيجابية.
على المصمم تصميم المستشفيات بحيث تؤدي وظيفتها كاملة، مع أهمية أن لا يعكس تصميمها شعور الروتين الموجودة في المستشفيات، بل عليه تحقيق بيئة رعاية صحية وراقية وعملية ومُريحة. تقدم أكاديمية طريق الجرافيك دبلوم التصميم الداخلي والديكور الشامل للتعريف بأسس التصميم وتوزيع الأثاث والإضاءة وفهم نظريات وقواعد اختيار الألوان وغير ذلك، مما يساعد في تعلم تصميم المستشفيات والمباني المختلفة.
هناك تحديان في التصميم الداخلي للمستشفيات:
أولاً: حجم المشروع.
ثانيًا: احتياجات المستخدمين المختلفة.
تشبه المستشفيات الكبيرة المُدن الصغيرة، إذ يتنقّل المرضى في أرجاء المكان يوميًا لأغراض متنوعة. إمّا لإجراء الاختبارات التشخيصية أو العلاج أو مقابلة الطبيب. كما يعمل في المستشفيات مئات الموظفين بصورة دائمة أو يزورونه لأغراض تعليمية.
هذه المجموعات المختلفة من المستخدمين والأفراد لديهم احتياجات عاطفية مختلفة؛ لذلك يتمثل التحدي في توجيه تدفّقات المستخدمين المختلفين، وإنشاء مجتمعات ناجحة ومناسبة للفئات المختلفة الموجودة بالمشفى. وبالتالي فإن اعتبارات تصميم وتخطيط المدن هي مفتاح العمارة والتصميم الداخلي الناجح في مباني المستشفيات الكبيرة.
أصبحت المستشفيات الكبيرة وجهات في حد ذاتها، إذ يزورها الأشخاص لاستخدام وسائل الراحة الموجودة فيها، وليس فقط لتلقي العلاج أو لزيارة صديق أو قريب مريض، وباتت الكثير منها تحوي على مقاهي ومتاجر صغيرة وحدائق.
لذلك يتعين على المصمم الداخلي عمل دراسة متأنية لاحتياجات جميع المستخدمين، لإنشاء بيئات نابضة بالحياة تستلهم من أفكار التصميم لأماكن الضيافة وأماكن العمل.
إخترنا لك من أفضل الدبلومات والدورات
دبلوم التصميم الداخلي والديكور و الإظهار المعماري الشامل
4 اعتبارات يجب مراعاتها في التصميم الداخلي للمستشفيات
التقسيم والمعالم
يتطلب كل مشروع رؤية واضحة ومفهوم تصميم تنظيمي قوي، يتكامل بسلاسة في سياق وظيفة المشروع. في التصميم الداخلي للمستشفيات الكبيرة، من المهم إنشاء تنظيم وتقسيم مكاني واضح من البداية. وكذلك إنشاء التسلسلات الهرمية وتطوير المساحات البارزة والرئيسية، مما يساعد على أن يجد كُل مستخدم المكان الذي يريده في المستشفى.
يمكّن اختيار نهج محدد في تصميم المستشفيات من معالجة دافع إنساني وهو دافع الرغبة في التنوع. إذ يوفر تطوير معالم متنوعة داخل المستشفى ترياق جمال جيد، كما أنّه يؤدي إلى إشراك المستخدمين في بناء الاستجابات العاطفية لدعم رفاهيتهم، وتقديم إشارات بصرية لإيجاد الطريق الذي يودون الاتجاه إليه داخل المشفى.
التقسيم
يلعب تقسيم مناطق المشفى دورًا في فصل المرضى المقيمين عن مناطق العمل والحركة في المشفى، للحفاظ على خصوصية المرضى وكرامتهم.
على سبيل المثال: في مركز السرطان الجديد في مستشفى “غاي” يعكس مفهوم التصميم جانبين متكاملين ولكن مختلفين، لرعاية مرضى السرطان، وهُما: قسم يضم المرافق العلاجية السريرية والتكنولوجية، وقسم الرعاية الذي يحتوي على المزيد من المجالات الاجتماعية والتفاعلية.
كما يحوي مركز “نوفر” الصحي بالدوحة على لوحة ألوان مناسبة ثقافيًا في بهو العيادة الرئيسية. وينقسم المبنى المكون من 14 طابقًا إلى وحدات تشغيلية أصغر حجمًا تُعرف بالقرى، تحتوي كل قرية على منطقة الرعاية في المقدمة ومنطقة العلاج في الخلف.
بينما يقوم المصمم الداخلي بتطوير تفاصيل التصميم الداخلي لكل منطقة في المستشفى، يجب أن يكون دافعه لتمويه الغرض العلاجي للمبنى مصدر إلهام للإبداع في التصميم. إذ يمكن إضفاء الطابع الإنساني على المناطق التي يقيم فيها المرضى، من خلال تقليل تأثير المعدات الطبية مع لمسات التصميم مثل: الإضاءة والفن والاستخدام المبتكر للألوان والملمس.
في مركز لندن كلينيك للسرطان – على سبيل المثال – تم تصميم مساحات العلاج الإشعاعي بألواح ضوئية متكاملة في السقوف فوق المكان الذي يستلقي فيه المريض، تتضمن هذه اللوحات صورًا للطبيعة وتزود المريض بأجواء مريحة وإلهاءات إيجابية لتقليل القلق.
أمّا تصميم المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان في الدوحة، كانت ضرورة إدخال عناصر البيئة المنزلية في بيئة المستشفى وغرف المرضى واضحة، إلى جانب تشطيبات عالية الجودة ومساحة واسعة لمنطقة عائلية.
المواد واللون
العامل الثاني المهم في إنشاء التصميم الداخلي الناجح للمستشفى، هو اختيار المواد والألوان المناسبة. إذ يجب أن تكون لوحة المواد المختارة مناسبة لكل منشأة على حدة.
يمكن أن تكون اللوحة الأساسية المحايدة عاملاً موحدًا عبر المساحات الداخلية المختلفة. من الأماكن العامة إلى المناطق الخلفية، ومن أماكن علاج المرضى إلى مناطق عمل الموظفين. يمكن أن توفر لوحات الألوان الإضافية والمواد والأنسجة، دفقة غير متوقعة من الألوان وعناصر مثيرة للاهتمام لخلق بيئة تشبه بيئة الضيافة على الرغم من كونها مستشفى.
من الضروري التأكد من أن الألوان مناسبة للمساحة. فالكثير من الألوان يمكن أن تحفز المريض بشكل مفرط حتّى في غرف الأطفال. ويؤدي استخدام الألوان المميزة جنبًا إلى جنب مع ألوان أساسية محايدة، إلى تحقيق هدف التصميم المتمثل في التنوع.
كما أن للألوان دلالات ثقافية، فعلى سبيل المثال: في مركز نوفر الصحي في قطر تم استخدام الألوان البيضاء في العيادة الرئيسية للمرضى، إذ ترمز إلى النقاء في الثقافات العربية. ولكن في الثقافة الصينية، فإن استخدام ألوان مماثلة سيكون له دلالة على الموت والحزن.
إخترنا لك من أفضل الدبلومات والدورات
دورة تعليم برنامج لوميون الشاملة – Lumion Course
الطبيعة
يجب أن تتماشى الطبيعة مع التنظيم المكاني واختيار ألوان التصميم الداخلي للمستشفيات وهناك حاجة لربط البيئة الداخلية بالمساحة الخارجية حيثما أمكن ذلك. فقد ثبت أن الوصول إلى البيئة الخارجية والطبيعية يسرع من عمليات الشفاء، ويؤدي إلى تحقيق الرفاهية للمرضى والزوار والموظفين.
يتطلب دمج الطبيعة في التصميم الوصول إلى الضوء الطبيعي المفلتر والمناظر الخارجية، والتي قد تشمل اتصالاً مرئيًا بالسماء والمياه والنباتات.
في مستشفى “ساوث ويست أكيوت/ South West Acute” في أيرلندا الشمالية، تستفيد جميع طرق دوران المرضى من الضوء الطبيعي. ويمكن الحصول على لمحات من المناظر الطبيعية الجميلة في جميع مواقع المستشفى، بما في ذلك غرف نوم المرضى وغرف الاستشارة والفحص والمقاهي والمرافق العامة.
تشكل الفنون موازنة للجوانب المسببة للتوتر في التصميم الداخلي للمستشفيات؛ إذ توفر فرصًا للراحة وتجعل المساحات أكثر خصوصية، وتضيف عناصر من الاكتشاف والبهجة.
يمكن أن تكون الأعمال الفنية والتكنولوجيا بديلاً عمليًا عندما لا يكون الاتصال الحقيقي بالطبيعة ممكنًا. ويمكن التغلب على نقص المشاهد الطبيعية في تصميم المستشفيات عبر تصاميم تقنية رقمية في منطقة الانتظار، تساعد المرضى على الاسترخاء مع مناظر حية افتراضية.
كما أظهرت الأبحاث أن الفنون لديها القدرة على إنتاج نتائج صحية إيجابية. ولا يقصد بالفن الفنون البصرية فحسب! بل يشمل أيضًا الأداء والوسائط والفن التفاعلي والعلاج بالفن الذي يستفيد منه المرضى والعائلة والموظفون كذلك.
كيف يحدُّ التصميم الداخلي حالات الفشل في المستشفيات؟
سلامة المرضى أولوية قصوى، إذ من المهم إنشاء مساحات تسمح للموظفين بتقديم الرعاية اللازمة، ويتحقق ذلك بتعيين مصمم محترف. ولتتقن مهنة المصمم الداخلي بصورة ممتازة يمكنك الإطّلاع على دبلومة الديكور والتصميم الداخلي والإظهار المعماري الخارجي في موقع أكاديمية الجرافيك، والتي تعتبر من أقوى الدبلومات المتخصصة، ستعرّفك بأساليب التصميم المختلفة التي يمكنك توظيفها ومراعاتها في تصميم المستشفيات، للمساعدة في تقليل حالات الفشل.
ما الذي يجب مراعاته في التصميم لتقليل الفشل والأخطاء؟
تصميم غرف المرضى
يلعب التصميم الداخلي لغرفة المريض وتخطيطها ووضع الأثاث وغير ذلك، دورًا كبيرًا في تحسين الحركة في الغرفة لتقليل الأخطاء البشرية.
فمن خلال توحيد نظام يتم فيه وضع أسرّة المرضى والآلات الطبية والإمدادات في نفس الموقع في كل غرفة، ما يمكِّن الموظفين من الوصول بسرعة إلى كل ما هو مطلوب لتوفير الرعاية، بدلاً من الاضطرار إلى إعادة توجيه أنفسهم في كل مرة في غرف معكوسة أو مختلفة.
يقع الحمام والحوض، في العديد من تصميمات غرف المرضى عند جدار نافذة الغرفة. ومع ذلك، فإنّ وضع المرحاض بجوار السرير يساعد في تقليل السقوط الذي قد يطيل من تعافي المريض.
يعزز التصميم الداخلي الجيّد من الزيارات العائلية. إذ تشجِّع الكراسي النائمة في غرف المرضى أفراد الأسرة الزائرين على البقاء لفترة أطول أو البقاء ليلاً لمساعدة المرضى مما يمكن أن يساعد في تقليل احتمالية سقوطهم، مما يحسن من صحة المرضى ويؤدي إلى معدلات شفاء أسرع.
إضاءة
دمج الكثير من ضوء النهار في تصميم المستشفيات يدعمُ الساعة البيولوجية الصحية. وتعتبرُ الإضاءة المناسبة أمرًا بالغ الأهمية في المستشفيات. إذ أنّ إجهاد العين نتيجة الإضاءة الخافتة ومعالجات النوافذ غير الفعالة التي تسمح بالوهج تسبب الإجهاد وتساهم في التعب والأخطاء.
من خلال توفير الكثير من النوافذ وضوء النهار المفلتر ومستويات الإضاءة المناسبة ترتفع جودة المساحة للمرضى والموظفين.
الصوتيات
تعتبر إدارة الصوتيات من الاعتبارات الهامة في تصميم المستشفى. إذ يساعد التصميم الصوتي المدروس الموظفين والمرضى على سماع بعضهم البعض بشكل أفضل، مما يسهل التواصل الواضح.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تحقيق رضا المرضى والتأكد من أنهم قادرون على الراحة بشكل مريح في غرفهم والنوم دون ضوضاء.
تُعدُّ المستشفيات مباني وظيفية، ولا يمكن أبدًا إغفال المتطلبات العملية في تصميم المستشفيات. ولكن إذا أردنا إعادة تعريف التصميم الداخلي من خلال التركيز على تعافي المرضى والنتائج الإيجابية بدلاً من الاستسلام للمرض والخوف، يجب أن نفكر أبعد من الطب وأن نتذكر تأثير التصميم على الأشخاص، بما في ذلك المرضى ومن يزورونهم والأطبّاء والمجتمع الأوسع.
سجل بياناتك ليصلك كل جديد ومفيد
سجل بياناتك الأن
كن دائما اول المستفيدين بكل جديد ومفيد
الردود